لقد كان الشعب المصري في يوم من الأيام معروف بالنخوة والشهامة والرجولة عن حق فلم تكن رجولة التجرئ علي الفتايات في الشوارع ولكن كانت مرؤة المساعدة و عدم السكوت عن أي سلوك خاطئ بالشارع لقد أصبح المواطن المصري لا تحركه سوي مشاعر الحقد والغل والكره المغلفة بالضعف و القهر و الحاجة.فإذا مشيت بشوارع القاهرة تري من يمشي بالشارع ينظر إلي لعبة مع بائع علي الرصيف و ابنه منهمكا بالبكاء و محاولا أن يقنع اباه بأن يشتريها له ولكن ما بيد الأب من حيلة فهو لا يملك ثمن تلك اللعبة الرديئة،وتمر من أمامهم السيارات الفارهة و الشباب العرب المتسكعين بشوارعنا طوال الليل.و ما جعلني أتأمل ما آلت اليه شخصية المصري هو موقف أو ما يعتبر اختبار من الله ولكني فشلت فيه. فأثناء مروري سيرا علي الأقدام بأحد الشوارع المزدحمة بالقاهرة رأيت طفلا صغيرا خيل لي أنه في السابعة من عمره،كان يمشي وحيدا باكيا،تظهر عليه ملامح التعب الشديد بعد أن أمضي النهار بحثا عن أمه،ولكني مضيت بطريقي دون أن أقدم له أي مساعدة ،ولكني حتي هذه اللحظة معذبة الضمير خاصة كلما أفكر في مصير ذلك الطفل الذي إذا لم يجد والداه فسوف تنتظره حياة لا يمكن أن يتخيلها أحد ،أسيكون من أطفال الشوارع أم "سيصطاده "شخص ما ليستغله،أم ستخطفه أحد العصابات لتسرق أعضائه و يجد أهله ما تبقي منه في صندوق للزبالة؟ كل هذا و أكثر من الممكن أن يكون مصير ذلك الطفل.ولكن بعد بعض من التفكير رأيت أن هناك العديد من الأشخاص كانوا من الممكن أن يساعدوه أفضل مني فأنا مجرد فتاة في بلد غريب بالكاد أعرف بضع أماكن محددة ولكن ذلك الكم الهائل من البشر الذي كان بالشارع ألا يوجد منهم أي شاب أو رجل تأخذه النخوة ليساعد ذلك الولد المسكين!أم أصبح المصري أجبن من أن يتقدم نحو طفل صغير ليسأله إذا كان يحتاج إلي المساعدة.عليه العوض ومنه العوض في شعب أصبح لا يعرف سوي الحقد و الكره والخوف.
Tuesday, August 28, 2007
Subscribe to:
Posts (Atom)